شن سعيد شعو، البرلماني السابق عن حزب العهد، هجوما شديد اللهجة على النظام المغربي الذي “لم يندمج فيه الريف أبدا”، بحسب قوله، ودعا بلا مواربة إلى الاستقلال وتكوين “الجمهورية الريفية المستقلة”. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها شعو في ملتقى روتردام يوم السبت 20 ديسمبر الجاري في موضوع: “أرض الريف والحق في تقرير المصير”، وهو اللقاء الذي نظمته حركة “18 سبتمبر” التي أعلن شعو الانضمام إلى صفوفها مؤخرا.
وقد حظيت كلمة سعيد شعو الذي لم يكمل فترته النيابية الوحيدة، وغادر المغرب “منفيا” منذ أكثر من أربع سنوات، بالتصفيق والتشجيع من الحاضرين في إحدى قاعات مسرح “زاود بلاين” في روتردام، العاصمة الاقتصادية لهولندا.
وتحدث السيد شعو بمرارة واضحة عن النظام المغربي داعيا إلى ضرورة الاستقلال عنه وتكوين جمهورية ريفية مستقلة، يتحكم في سيادتها الريفيون وحدهم. وقال إن نظام الحسن الثاني “القمعي” خدم في الحقيقة الريفيين، إذ أسهم القمع المسلط عليهم خلال سنوات الرصاص على “استيقاظ الريفيين” من غفلتهم، إلا أن الأخطر في نظره هو نظام محمد السادس الذي “أصابنا بالدوخة”، واستحوذ على “نخبة الريف” وأطره. “سياسة محمد السادس تجاه الريف هي سياسة الموت، لا تصلح لنا”، يستطرد سعيد شعو. وتحت تصفيقات الحاضرين وجه سهامه للملكية وللنظام قائلا: “يدعون أن الريف قد تم إدماجه، متى تم ذلك؟ هل صوت الريفيون على ذلك؟ هل صوتوا على الملكية؟ هل صوتوا على النظام؟”
وفي التفاتة إلى مبادرات نشطاء ريفيين سابقين دعوا إلى “الحكم الذاتي” أو من يدعو الآن إلى “الجهوية الموسعة”، قال إن ذلك كله يدخل في إطار فكرة تقرير المصير بحسب المواثيق الدولية. إلا أن تصوره الشخصي وتصور حركة 18 سبتمبر التي يقودها، رغم أن ناشطا آخر (فكري الأزرق) هو ناطقها الرسمي حاليا، هو تصور يقود إلى “الاستقلال التام” للريف. وقال إن “العمل هو الذي يحدد في النهاية” التصور الصائب. ودعا إلى نبذ الخلافات والنزاعات الجانبية والتوحد حول هذا الهدف الذي يحقق للريف والريفيين حلمهم في استعادة حريتهم. وأضاف في نبرة انفعالية واضحة أن “الريف ليس عقارا (تيتر) يمكن لأحد تحفيضه باسمه الشخصي، الريف ملك للريفيين جميعا وهم من يحق لهم فقط اختيار مصيره بحرية”. وأوضح أن فكرة “تقرير المصير” ليست فكرة شخص واحد أو حركة معينة، بل هي “فكرة الريفيين كلهم، ولكن الريفيين في المغرب لا يتمتعون بحرية التعبير عنها، ولذلك اتخذت هذه المبادرة في الشتات”.
وشدد شعو في كلمته التي تابعها ما يربو عن 200 من الريفيين جاؤوا من بلجيكا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا فضلا عن هولندا، على أن كل إنسان خطاء، وفي هذا إشارة ضمنية إلى مشاركته السابقة ضمن سياقات النظام الذي ينتقده الآن، ذلك أن لا أحد “استحم في نهر الطهارة”، كما وصفه. إلا أن العمل هو الذي يحدد المستقبل وعلى الجميع تجاوز أخطاء الماضي والتوحد على قضية الريف التي تقوم على “مرجعية مولاي موحند (الخطابي) الذي أسس جمهوريته عام 1921 ودعا عصبة الأمم إلى الاعتراف بها”.
وفي ما يشبه تحذيرا منه من الدعاية المضادة، أوضح شعو أن هناك من يقول “إن الريفيين لن يصلوا إلى هدف”، داعيا إلى أخذ العبرة من نضال الأكراد وشعب التيبت وغيرها من الشعوب التي تمكنت من إسماع صوتها وتحقيق هدف الاستقلال. “الطريق طويل، إن لم نحقق نحن هدفنا، سيحمل أولادنا المشعل. الناس يتغيرون ولكن القضية لا تتغير”.
وعن مبادرة 18 سبتمبر أوضح السيد شعو أنها “مبادرة للجميع”، لا تقصي أحدا ولا تغلق أبوابها أمام أحد”، مؤكدا على أن لجنة تحضيرية سيتم تأليفها بدءا من الآن ، مهمتها التحضير للمؤتمر التأسيسي الذي سيناقش في غضون ستة أشهر أو سنة آليات تقرير مصير الريف الذي يعد “جزءا لا يتجزأ من الأمة الأمازيغية”.
“نحن الأمازيغ لم نقبل عبر التاريخ أن نستعمر أحدا، ولن نقبل أيضا أن يستعمرنا أحد”.
0 التعليقات لموضوع "سعيد شعو: سياسة محمد السادس تجاه الريف هي سياسة الموت"
الابتسامات الابتسامات